الخميس، 21 سبتمبر 2023
تماهي الأمازيغ مع الأجني عبر التاريخ
تماهي الأمازيغ مع الأجنبي وادعاء النسب اليه :
في ملاحظة جد مهمة تخص ظاهرة منتشرة بكثرة في أمتنا سجلها المؤرخ الأمريكي اوريك بيتس Oric Bates، في كتابه "الليبيون الشرقيون" تتمثل في ظاهرة تماهي أجدادنا مع الغريب وتقليده الى درجة ادعاء النسب اليه، حيث يقول فيما حاولت ترجمته :
" من بين الزنوج المسلمين في السنغال كما بين البربر الزنوج بوادي الذهب (يقصد ملثمي صنهاجة في موريطانيا) والمغرب المطل على المحيط الاطلسي، لن يكون من الصعب ان تجد، في الوقت الراهن، اناسا ليست لهم اصول عربية البته يدعون انحدارهم من سلالة النبي محمد (الاشراف او الشرفاء، والمفرد شريف). هؤلاء الاشراف المزيفون، يفتخرون بتشابههم مع الشعب الذي احتلهم وفرض عليهم دينه، وهم يعترفون ضمنيا بسيادته عليهم (بالرغم من معاداتهم للعرب) . مثال آخر لهذه الحماسة تجاه قوم غیر محبوبين، ولكنهم رفيعوا الشأن على نحو لا يمكن انكاره، يمكن ان نراه في نقوش افريقيا الرومانية، والتي كثيرا ما نجد فيها اسماء محلية محضة تتبعها القاب لاتينية. الاتجاه ذاته بلا شك ساد في الفترة التي سيطر القرطاجيون على افريقيا، كان الليبي ابان الحكم القرطاجي يسعى بلا تردد لان يعظم شانه وذلك من خلال محكاة اساليب وعادات المحتلين الساميين (يقصد الفينيقيين)، كما يدعي ان له اصول شرقية مثلهم"
في نفس الصفحة أرجع المؤرخ كلام سالوست حول ربط الأمازيغ أنفسهم بجيش هرقل الاسطوري المكون من الميدين والفرس حسب ما جاء في كتب قال سالستيوس أن مؤلفها هو الملك هيمسال حفيد ماسينيسا، أرجعها الى نفس ظاهرة التماهي مع الأجنبي التي عرفها الأمازيغ . وكذلك اسطورة الكنعانيين الذين جاؤوا الى شمال افريقيا هربا من الملك يوشع في فلسطين التي نقلها المؤرخ البزنطي بروكوبيوس من افريقيا اي من عند الأمازيغ .
في العصور الوسطى كذلك سجل عبد الرحمان ابن خلدون، هذه الظاهرة عند بعض أمراء الأمازيغ من بينهم ابن تومرت وسخر منها .
و من يدرس كتب العسكريين الفرنسيين ومقالات اللجنة الإفريقية في السنوات الاولى من الاحتلال يجد أن الفرنسيين سجلوا نفس الكلام من افواه بعض شيوخ القرى بمنطقة القبايل وهي الشهدات التي اعتمد عليها القومجي أحمد بن نعمان وألف كتابه حول "عروبة تيزي وزو" . بل إنه لمن الغريب أن هذه الظاهرة مستمرة الى غاية اليوم وفي كل مناطق البلاد حيث تدعي معظم العائلات الجزائرية أن أصولها من الساقية الحمراء حيث إنطلقت منها كتائب المرابطين الذين رابطو في البوادي والقرى يعلمون الأمازيغ الدين والشريعة، وهو ما أكسبهم صفة "الاشراف" التي جذبت تماهي بقية الناس اليها.
#مصطفى_صامت
....
مصدر النص في الصورة : The Eastern Libyans, Oric Bates,1911, P256
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
اكاذيب العروبيين على علم الجينات و كشفه لاصول الشعوب العرقية
اكاذيب العروبيين على علم الجينات و كشفه لاصول الشعوب العرقية اخوتي القراء تابعت في العديد من المرات بعض القومجيين العروبيين الذين صدمتهم ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق